في وقت تشهد فيه الديمقراطية أزمة ثقة عالمية، يقترح إريك ليو، وهو ناشط مدني أمريكي من أصول صينية، نهجًا مبتكرًا لإحياء المشاركة المدنية: الدين المدني. يقول ليو: "الديمقراطية لا تعمل إلا إذا آمن عدد كافٍ منا بعملها. إنها رهان ومعجزة في آن واحد"، مؤكداً أهمية الإيمان الجماعي في العملية الديمقراطية.
هذا الدين المدني، بعيداً عن كونه نظاماً عقائدياً، يُعرَّف بأنه "نظام من المعتقدات المشتركة والممارسات الجماعية التي يختار من خلالها أعضاء المجتمع المستقل العيش كمواطنين". في مواجهة تصاعد النزعة الفردية المفرطة وتراجع الثقة في المؤسسات الديمقراطية، طور ليو وزملاؤه مبادرة ملموسة: "السبت المدني".
هذا الطقس الحديث، الذي بدأ في سياتل عام 2016، يجمع مواطنين من جميع المشارب في شكل مستوحى من التجمعات الدينية التقليدية. في شيكاغو، يقوم بيرتو أغوايو، وهو عضو سابق في عصابة تحول إلى ناشط، بتنظيم هذه اللقاءات في الأحياء الصعبة. في هونولولو، يدير رافائيل بيرغستروم، لاعب البيسبول السابق الذي تحول إلى مصور بيئي، هذه الاجتماعات تحت شعار "المدنية مثيرة".
يظهر تأثير هذا النهج أيضاً في اليابان، حيث تستخدم منظمة Community Organizing Japan السرد لتعزيز المساواة بين الجنسين. في أيسلندا، تُعرِّف "التأكيدات المدنية" الشباب بالتقاليد الديمقراطية، بينما في الولايات المتحدة، تجمع دوائر بنجامين فرانكلين المواطنين لتنمية الفضائل المدنية.
يؤكد ليو: "ما يجعلنا أحراراً حقاً هو ارتباطنا ببعضنا البعض في المساعدة والالتزام المتبادل". تتناقض هذه الرؤية مع النزعة الفردية السائدة التي، وفقاً له، تخلط بين "حرية كل شيء" و"الحرية للجميع". وبالتالي، يقدم الدين المدني بديلاً شاملاً حيث يتحدد الانتماء ليس بالأصل ولكن بالرغبة في المساهمة في الصالح العام.
في مواجهة احتلال الولايات المتحدة المرتبة 52 في التصنيف العالمي للحرية وفقاً لـ Freedom House، يقدم هذا النهج إجابة ملموسة للأزمة الديمقراطية الحالية. وكما يختتم ليو: "الثقافة هي مصدر القانون. العقل هو مصدر السياسة. الروح هي مصدر الدولة."