الأذكياء اجتماعياً يتجنبون هذه المواضيع الثلاثة في الحديث… فما هي ولماذا؟

أضيف بتاريخ 11/29/2025
منصة المَقالاتيّ


كثيراً ما يظهر سؤال محوري: ما هي المواضيع التي يجب تجنّبها للحفاظ على تواصل صحي وسليم مع الآخرين؟ دراسة حديثة لجامعة كولومبيا في الولايات المتحدة كشفت أن الأشخاص الذين يتمتعون بذكاء اجتماعي عالٍ يميلون إلى تجنّب ثلاثة مواضيع أساسية في نقاشاتهم اليومية. فبينما يظن كثيرون أن السياسة والدين هما خطوط حمراء، أظهرت الدراسة أن هناك ثلاث قضايا أخرى أكثر تأثيراً على جودة التواصل والعلاقات الإنسانية.

الموضوع الأول: المال
تجنّب الحديث عن المال ليس مجرد تجنّب لموضوع حساس، بل هو فهم بأن النقاش حول الأمور المالية غالباً ما يضع الآخر موضع المقارنة أو الحكم. غالباً ما يرتبط المال بمعايير النجاح، أو الفشل، ويؤثر على الشعور بالأمان أو الراحة. كثيرون يشعرون بالخجل أو الاستياء إذا تعرّضوا لأسئلة أو تعليقات تعتبر فضولية أو تقييمية حول وضعهم المالي. لذا، يفضّل الأذكياء اجتماعياً ترك هذه المساحات خاصة، إلا في حال كان الطرف الآخر مرتاحاً ومستعداً للخوض فيها.

الموضوع الثاني: المظهر الجسدي
نلاحظ في كثير من الأحاديث اليومية أن البعض يتبادلون التعليقات حول المظهر أو الشكل الخارجي سواء بالمدح أو الانتقاد، دون إدراك أن ذلك قد يسبب الشعور بعدم الراحة للطرف الآخر. الحديث عن الجسم أو المظهر قد يُفسر كحكم شخصي أو يقود إلى مقارنات غير صحية، وغالباً ما يفتح الباب لمشاعر سلبية أو عقد نقص؛ حتى وإن جاء بقصد المجاملة. يعمد الأذكياء اجتماعياً إلى تجنّب هذا النوع من المواضيع والتركيز على الصفات الإنسانية، مثل الأخلاق والكفاءات، بدلاً من الشكل الخارجي.

الموضوع الثالث: النميمة أو الحديث عن الآخرين
رغم أن كثيراً من الجلسات تبدأ أحياناً بأحاديث عن الغائبين أو القصص المتداولة، إلا أن الدراسات تشير إلى أن الانشغال بعيوب الآخرين أو مشاركتهم في نميمة جماعية يترك أثراً سلبياً على الصورة الذاتية للمتحدث. فالنميمة ليست فقط مضيعة للثقة وإنما تعكس ضعفاً في الكفاءة الذاتية، وقد تخلق جواً من التوجس وعدم الثقة داخل المجموعة. الذين يتمتعون بذكاء اجتماعي حقيقي يفضلون توجيه الحوار نحو مواضيع بنّاءة ومثرية.

اختيار المواضيع في الحديث ليس مجرد ذوق أو عفوية، بل هو فن وفهم عميق للعلاقات الإنسانية. عبر تجنّب هذه المواضيع الثلاثة: المال، المظهر الجسدي، والنميمة، يمكنك تعزيز تواصلك وبناء علاقات أكثر صحة واحتراماً وتفهماً لمشاعر الآخرين. الأذكياء اجتماعياً يدركون أن جوهر الحوار يكمن في الاحترام المتبادل وخلق مناخ آمن وحيوي، بعيداً عن كل ما يسبب الإحراج أو الانقسام.