الجيوسياسة للمخدرات: حرب الولايات المتحدة على الناركو-دول غير كافية

أضيف بتاريخ 12/04/2025
منصة المَقالاتيّ

يُبرز برنامج "Le 18/20" على إذاعة France Inter نقاشاً حول جيوسياسة المخدرات، مع التركيز على تهديدات الناركوترافيك من أمريكا الجنوبية إلى أوروبا، مشدداً على أن الضربات العسكرية الأمريكية مثل تلك التي استهدفت سفن فنزويلية لا تُعيق الشبكات الإجرامية بشكل جوهري. يفسر برنارد مونيه، أستاذ في EDHEC وخبير الاقتصاد الإجرامي، أن هذه العمليات تُمس جزءاً ضئيلاً من سلاسل التوريد، بينما يبقى القلب المالي واللوجستي سليماً، مع إنتاج كميات هائلة من الكوكايين في كولومبيا تصل إلى آلاف الأطنان سنوياً. 



يُوضح مونيه أن أوروبا أصبحت السوق الرئيسي للكوكايين، مع طرق متعددة تمر عبر غرب أفريقيا والكاريبي، حيث تُدار الشحنات عبر موانئ مثل روتردام وأنتويرب أو تنتقل إلى الداخل الأفريقي لدعم جماعات جهادية في بعض الحالات. يُشير إلى فساد نخب سياسية في دول عبور، وتبرير بعض الكارتلات لنشاطها باستهداف "الأعداء" مثل الأوروبيين أو الأمريكيين، مشابهة لنهج الطالبان سابقاً مع الهيروين. كما يناقش الفنتانيل من الصين عبر المكسيك، معتبراً عدم تدخل بكين عمداً جزئياً لأسباب أمنية داخلية، بينما يمدح جهود الرئيسة المكسيكية شيين باوم في إعادة سيطرة الدولة.

يؤكد الخبير أن مكافحة غسيل الأموال هي الأداة الأكثر فعالية، حيث يعتمد الناركوس على تحويل النقد إلى أصول شرعية عبر الجنات المالية والعملات المشفرة، مع ضعف الضغط الدولي خاصة من الولايات المتحدة التي تمتلك ولايات مثل ديلاوير كملاذات. يُعَرِّفُ "الناركو-دول" بتلك التي يسيطر فيها المتاجرون على الجهاز السياسي والقضائي كلياً، وهو أمر نادر، مشيراً إلى أمثلة تاريخية مثل بورما وأفغانستان، بينما ينفي وصف كولومبيا أو فنزويلا بهذا الشكل حالياً رغم إنتاجها الكبير الذي يُشَكِّلُ جزءاً مهماً من الناتج المحلي.

تُثير المناقشة تساؤلات حول تأثير الاستهلاك الأوروبي في تمويل الإرهاب والفساد، ودور الدول في مواجهة شبكات عابرة للقارات، مع دعوة لتعزيز التنسيق المالي الدولي بعيداً عن الحلول العسكرية المحدودة. يُخْتَتِمُ البودكاست بتأكيد أن الاقتصاد هو الضعيف في سلسلة الناركوترافيك، لكنه يتطلب إرادة سياسية عالمية قوية.