في خطوة غير مسبوقة في مشهد جيوسياسي مضطرب، وقّعت السعودية وباكستان اتفاقية دفاعية تاريخية تنص على أن أي اعتداء على إحدى الدولتين يُعتبر اعتداءً على الأخرى، فيما لم تمضِ سوى ساعات حتى أعلنت الهند والإمارات عن اتفاق مماثل للدفاع المشترك.
تعكس هذه التحركات تصاعد التوترات المحيطة بالمنطقة وتبدل موازين القوى، بخاصة مع تزايد الشكوك في الخليج حيال التزام الولايات المتحدة بحماية حلفائها. تأتي اتفاقية الرياض مع إسلام أباد وسط مخاوف متزايدة من الضربة الإسرائيلية الأخيرة على الدوحة، ما أجج قلق الكثير من العواصم العربية بشأن تصعيد المواجهات الإقليمية وتراجع الضمانات الأمنية التقليدية.
الاتفاق السعودي الباكستاني يحمل ثقلاً رمزياً واستراتيجياً، فباكستان هي القوة النووية الوحيدة في العالم الإسلامي وجيشها يُعد الأكبر بين الدول ذات الأغلبية المسلمة. وتاريخياً، يربط البلدين تعاون عسكري واقتصادي طويل الأمد، حيث ينتشر آلاف الجنود الباكستانيين في المملكة منذ عقود لدعم وتدريب الجيش السعودي. التصريحات الرسمية الباكستانية أوضحت أنّ المملكة تستفيد من المظلّة النووية الرادعة لإسلام أباد بما يعزز مفهوم الردع الإقليمي ويُشعل هواجس أطراف أخرى.
التغير الفوري في التوازن لم يتأخر؛ فالهند، المنافِس الأبرز لباكستان، سارعت لتوقيع اتفاق دفاعي ثنائي مع الإمارات، ليظهر المشهد أشبه بموجة اصطفاف أمني متشابك جديد تتوسطه قوى إسلامية وآسيوية تتبادل رسائل الردع والتحالف بسرعة قياسية.
المتابعون يرون في هذه التحالفات الدفاعية المتسارعة تعبيراً صريحاً عن القلق المتزايد من التحولات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، وعن رغبة القوى الفاعلة في الاستعداد لمراحل أكثر توتراً وتصعيداً، مع بروز عوامل جديدة ومخاوف من اتساع دائرة الصراع في المنطقة.