الموساد في قلب طهران: عمليات جريئة تُعيد رسم حدود الصراع الخفي

أضيف بتاريخ 09/22/2025
عبر بيلد


عرفت الأشهر الأخيرة تصعيدًا نوعيًّا في أداء جهاز الموساد الإسرائيلي، إذ أعلن مدير الجهاز أن عملاءه ينشطون الآن بكثافة غير مسبوقة داخل إيران، وخصوصًا في شوارع طهران ذاتها، في إطار موجة من العمليات النوعية الخارجة عن المألوف والمعلنة للمرة الأولى.

تأتي هذه التصريحات بعد حفل تكريمي للعمليات المميزة للأعوام 2023-2024 بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي وكبار المسؤولين، حيث تم التأكيد أن ما كُشف لا يعدو كونه "رأس جبل الجليد" من عمليات سرية أوسع وأعمق متعددة الأهداف. وتنوعت هذه العمليات بين الضربات السيبرانية وتجنيد الشبكات الداخلية وعمليات الاغتيال والتخريب التي أصابت مواقع استراتيجية للقدرات النووية والعسكرية الإيرانية.

وفي تحول نوعيّ، جرى تنفيذ ضربات بطائرات مسيرة عن بُعد وبسلاح دقيق ضد منشآت وقادة رفيعي الشأن، مع تفعيل قواعد لتخزين ونشر الطائرات الصغيرة المتفجرة داخل حدود إيران. ترافقت تلك العمليات مع أعمال استخباراتية واسعة تهدف لتقويض الدفاعات الجوية و"قطع رأس" التسلسل القيادي للحرس الثوري.

بالإضافة لذلك، عمل الموساد على بناء شبكة متشعبة من العملاء المحليين داخل المجتمع الإيراني رسمت ملامحها حالات الاغتيال المتكررة وعمليات التخريب المنسوبة لجهاز المخابرات الإسرائيلي. هذه الشبكة كانت وما زالت هدفًا لحملات مكثفة من قبل السلطات الإيرانية، إذ تم اعتقال المئات خلال الأسابيع الأخيرة وصدرت أحكام بالإعدام بعد الهجوم الجوي الإسرائيلي الواسع في يونيو، ما يعكس شراسة هذا الصراع الأمني المتجدد.

خلال الاحتفالية الرسمية، وُصف هذا التصعيد بأنه استثنائي في تاريخ الموساد وأنه يُشكل "الوجه الجديد للمواجهة"، إذ لم تعد العمليات تقتصر على التخريب أو الرصد، بل تجاوزت نحو المواجهة المباشرة والضربات الخاطفة في العمق الإيراني. يؤكد ذلك السباق بين الاستخبارات الإسرائيلية والإيرانية، ويشير إلى حقبة جديدة من المواجهات بالوكالة واختراق المربعات الأكثر سرية في الشرق الأوسط.