هوس شاي الـ"ماتشا": لماذا ينتظر الشباب في الطوابير لساعات؟

أضيف بتاريخ 09/29/2025
منصة المَقالاتيّ


تشهد ثقافة الشاي الأخضر، المعروف بالـ"ماتشا"، تحوّلاً غير مسبوق في أوساط الشباب والمدن الكبرى، حيث تنتشر مشاهد الطوابير الطويلة أمام مقاهي أو فعاليات تُروّج لهذا النوع من الشاي الفاخر. بدأ الأمر كمشروب تراثي يُقدّم في مناسبات خاصة داخل القارة الآسيوية، لكنه اليوم أصبح ظاهرة عالمية، خاصة بعدما ربطت منصات التواصل الاجتماعي بين المشروب وصورة الحياة العصرية والصحية.

في الأيام الأخيرة، ضجّت مواقع مثل تيك توك وإنستغرام بفيديوهات لتجارب شباب ينتظرون منذ الثانية فجراً أمام محال مختصة بهدف تذوق خيارات جديدة من الماتشا والتقاط صور لمشاركتها مع الأصدقاء والمتابعين. ظاهرة "الانتظار الجماعي" لم تعد ترتبط بحاجات استهلاكية عادية، بل تحوّل المنتَج نفسه إلى رمز اجتماعي ومؤشر على الانتماء إلى موجة جديدة من "المغامرات اليومية".

بالرغم من الانتقادات التي تلاحق هذه الظاهرة بوصفها جزءاً من تسليع الثقافة وتحييد الجذور الآسيوية الأصيلة للماتشا، إلا أن الكثيرين يرون أن الأمر لا يخرج عن إطار الإبداع الاجتماعي. فالطوابير والتوق للمنتجات الحصرية يمنح الشباب تجربة جماعية وفرصة لصنع ذكريات، وإن كانت تحمل ملامح استهلاك وتنافس قوي على التفرّد.

وسط هذا الزخم، يتساءل المهتمون بعالم الشاي التقليدي إن كانت موجة "الماتشا الجديدة" ستعيد تعريف العلاقة بين المنتج وجذوره، أم ستظل مجرد صيحة عابرة في عالم الموضة الاجتماعية. في النهاية يبقى السؤال قائماً: هل نحن أمام انتعاش للتراث أم نزيف للهوية؟