يكشف العلماء عن دور محوري للجهاز الليمفاوي في صحة الإنسان، متجاوزين النظرة التقليدية التي تختصره في وظيفة التصريف الليمفاوي. وفقاً لدراسة حديثة نشرتها مجلة نيو ساينتست العلمية، يمتد هذا النظام الحيوي عبر معظم أعضاء الجسم من خلال شبكة من الأوعية الدقيقة.
وتوضح الدكتورة كاثلين كارون من جامعة نورث كارولينا في تقرير نيو ساينتست أن الأوعية الليمفاوية، رغم وجودها في كل أجزاء الجسم تقريباً، تظل خفية عن الأنظار. هذه الأوعية، التي يفوق حجمها الشعيرات الدموية وتقل عن الأوردة الصغيرة، تعمل مع حوالي 600 عقدة ليمفاوية منتشرة في الجسم لتنقية الفضلات وإزالة الخلايا المتضررة والمصابة والسرطانية.
يمثل اكتشاف الأوعية الليمفاوية في الدماغ قبل عشر سنوات نقطة تحول في فهمنا للجهاز العصبي. يشرح الدكتور ساندرو دا ميسكيتا من عيادة مايو في فلوريدا أن هذه الأوعية تتضرر بشكل ملحوظ مع التقدم في العمر، مما يؤثر على قدرة الدماغ على تصفية البروتينات المتراكمة المرتبطة بأمراض التنكس العصبي.
تشير التجارب المخبرية إلى إمكانية إبطاء التدهور المعرفي من خلال توسيع الأوعية الليمفاوية الدماغية، مما يفتح آفاقاً جديدة في مجال علاج مرض الزهايمر الذي يفتقر حالياً إلى خيارات علاجية فعالة.
لقد شهدت العقود الأخيرة ما يصفه الباحثون بـ"نهضة علم الأحياء الليمفاوي"، مع تزايد الأدلة على دور هذا النظام المعقد في الحفاظ على صحة الدماغ والجسم ككل.


